الأحد, 24 سبتمبر 2023 00:08 مساءً 0 237 0
سد مأرب العظيم
سد مأرب العظيم

يعتبر سد مأرب العظيم أعظم بناء معماري وهندسي في جنوب غربي الجزيرة العربية وبأنّه معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربيّة حسبما قال الباحثون، وهو أقدم السدود المائيّة في العالم؛ حيث يعود تاريخ إنشاؤه إلى بديات الألفيّةِ الأولى قبل الميلاد، يعتبر واحداً من أهم السدود في الجمهورية اليمنية، حيث كان فيما مضى يروي ما يزيد ثمانيةً وتسعين ألف كيلومتر مربع.
 

بني السد من حجارةٍ تم اقتطاعها من صخور الجبال، واستخدم الجبس لربط تلك القطع الصخرية ببعضها البعض، وتمّ استخدام قضبانٍ على شكلٍ أسطواني مصنوعة من الرصاص والنحاس، تمّ وضعها في ثقوب الصخور حيث تصبح كالمسمار ويتم دمجها بصخرة تتطابق معها، وذلك لضمان مقاومة السد لخطر الزلازل والسيول العنيفة، ومقاومته لكل هذه العوامل.
 

تبلغ مساحة بحيرة السد 30 كيلومتر مربع، ويسع 400 مليون متر مكعب من الماء، فيما تعمل بوابة التصريف الخاصة به بطاقة قدرها 35 مترا مكعبا في الثانية وذلك لري حوالي 16 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ويبلغ عمق الجسم الخرساني للسد 60 مترا ومساحته 24 ألف متر مربع وطوله 763 مترا وعرضه عند مستوى سطح الوادي 337 مترا، وعند مخرج المياه من بوابة التصريف 195 مترا كما بلغ إجمالي حجم الردميات في جسم السد 3 ملايين متر مكعب، وتم إزالة 200 ألف متر مكعب من الصخور من جانبي الموقع وتغطية جسم السد بصخور بلغ حجمها 100 ألف متر مكعب.
 

ويعدّ سد مأرب من عجائب الزمن القديم؛ حيث يعود تاريخ بناؤه إلى القرن الثامن قبل الميلاد، ويقال بأنه تم بناء السد وتشييده في زمن الملكة بلقيس ملكة سبأ.


تعددت الفرضيات حول من قام ببناء سد مأرب، لكن أغلب تلك الفرضيات تقول بأن من قام ببناء السد هو سبأ بن يشجب، وجعل منه مصباً لسبعين نهراً، لكن سبأ قد توفي قبل تشييد السد، فأتم ملوك حمير التشييد ، وكانت منطقة اليمن والجزيرة العربية حسب الدراسات منطقةً وفيرة المياه والأمطار، وهذا ما استدعى بناء السد في تلك الفترة بغرض إدارة مياه الأمطار، وحفظها ليتمّ استخدامها في أوقات الحاجة إليها؛ حيث كانت المياه المحفوظة في السد تفي حاجة الناس في السقاية والريّ طوال فترة الصيف.
 

الشكل العام لسد مأرب يعتبر سد مأرب من أعرق السدود وأرقاها من الجانب الهندسي؛ حيث قام الباحثون بمعاينة أرض السد قبل الإنشاء، وبعد استخلاص النتائج عملوا على بناء المخطط الهندسي بإنشاء حائط صخري ضخم، تمّت إقامته عند مخرج السيل من الوادي في مربط الدم، حيث تمّ بناؤه على زاويةٍ منفرجة تمتد من الجنوب إلى ناحية الشمال لمسافةٍ تصل إلى ستمئةٍ وخمسين متراً؛ حيث يحتوي على أبوابٍ وفتحات يتم فتحها وإغلاقها حسب الحاجة.
 

وتكمن أهمية السد الاقتصادية في أن الزراعة تعد النشاط الرئيسي لسكان المحافظة، حيث شكل إنتاجها من المحاصيل الزراعية قبل اندلاع الأزمة اليمنية ما نسبته 7.6 بالمائة من إجمالي إنتاج اليمن من المحاصيل الزراعية، واحتلت المحافظة المرتبة الثالثة من بين محافظات الجمهورية في الزراعة، بحسب المركز الوطني للمعلومات.
 

وفي أغسطس 2020 شهد السد فيضان المياه من الأماكن المخصصة لذلك وهي المرة الأولى التي تتجاوز كمية المياه السعة القصوى للسد منذ إعادة بنائه قبل 34 عاماً، حيث تجاوز منسوب المياه حاجز الـ 550 مليون متر مكعب.

Издательство «МИФ»

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
مأرب سد مأرب

محرر المحتوى

محرر الموقع
محرر محتوى

شارك وارسل تعليق